ياسر عرمان: كل حروب السودان حسمت بالتفاوض
ـ أكد الأستاذ ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-التيار الثوري الديمقراطي، أن قضية الحرب الحالية في السودان هي قضية سياسية ولا يمكن أن تحسم عسكريا. ونوه ياسر عرمان في حديث لبرنامج ملفات سودانية يذاع مساء الأربعاء القادم أنها قضية مرتبطة بالخلل في مشروع البناء الوطني وأن الحرب الحالية ما هي إلا امتداد لحروب سابقة، تناسلت وتكاثرت منذ العام 1955 في جنوب السودان. وشدد على أن تجارب الحروب السابقة أوضحت أن الحروب، وبما فيها الحروب الأقل من هذه الحرب بكثير، قد تم حسمها عسكريا وأن كل الحروب السودانية قد تم حسمها على مائدة التفاوض.
الهدف القضاء على ثورة ديسمبر
واعتبر ياسر عرمان في حديثه لراديو دبنقا أن الفرق بين الحرب الحالية والحروب السابقة أنها جاءت بعد ثورة ديسمبر وبهدف القضاء على ثورة ديسمبر. ولذلك فإن الحاضر الغائب في هذه الحرب هو ثورة ديسمبر ويتمثل ذلك في إكمال مهام الثورة وكيفية تأسيس الدولة وأن تنتهي الحرب وتبقى الثورة وتمضي مهمة تأسيس الدولة إلى الأمام. وأشار ياسر عرمان أن تأسيس الدولة لابد ان تقوم على أساس المواطنة بلا تمييز والديمقراطية والتنمية والحلول المستدامة وأن أي حل غير مستدام سيعيد الحرب مرة أخرى وهو الخطر الذي يواجه الشعب السوداني.
البداية تخلي الإسلاميون عن السلاح
وحول إشراك الإسلاميين في أي جهود للحل السياسي والانتقال المدني الديمقراطي، اعتبر الأستاذ ياسر عرمان في حديثه لبرنامج ملفات سودانية أن هذه قضية مهمة ويجب عدم طرحها بلهوجة وتسرع وخفة لأن الإسلاميين الآن مسيطرون على القوات المسلحة كجناح عسكري ومسيطرون على الأمن وعلى الشرطة بعد 30 عاما من التمكين. لا يمكن التعامل مع الإسلاميين باعتبارهم حزب مدني حتى يتم استيعابهم، بل هم حركة مسلحة. إذا تخلى الإسلاميون عن السلاح وتحولوا لحزب مدني واعترفوا بأخطائهم يمكن بعد ذلك أن يبدأ الحوار معهم، لا يمكن أن يبدأ الحوار من نقطة ترك الدولة تحت سيطرتهم.
اختطاف الدولة ومؤسساتها
واتهم ياسر عرمان في حديثه راديو دبنقا الإسلاميين باختطاف الدولة وأن ذلك يمثل مأساة للدولة وللإسلاميين خصوصا وأن مشروعهم القديم قائم على اختطاف الدولة، اختطاف القوات المسلحة، اختطاف الشرطة واختطاف جهاز الأمن وهذه أجهزة دولة مملوكة للسودانيين جميعا. ومن الواجب الحيلولة دون امتلاك أي حزب أو قوة سياسية لأجهزة الدولة. واعتبر ياسر عرمان أن هذه هي القضية الجوهرية في التعامل مع الإسلاميين وأنها أصل الحكاية، حيث يجب الامتناع عن تسيس أجهزة الدولة وأن تعود من كونها أجهزة لحزب لتصبح أجهزة لوطن.
لا يمكن مكافأة الإسلاميين على إشعال الحرب
وأوضح ياسر عرمان أن سؤال استيعاب الإسلاميين يمكن طرحه إذا تم حل هذه القضية، لكن في ظل استيلاء الإسلاميين على أجهزة الدولة واختطافهم للجيش والأمن يصبح الحديث عن استيعاب الإسلاميين محاولة لإعادة نظام الإنقاذ ومحاولة لمكافأة الإسلاميين وهم الذين قاموا بفض الاعتصام للقضاء على الثورة ولم تنتهي الثورة، ثم قاموا بانقلاب 25 أكتوبر 2021 ولم ينجح الانقلاب بسبب الصراع الذي دار بين القوتين المسلحتين المنفذتين للانقلاب ولم ينجح الانقلاب فأشعل الإسلاميون الحرب، ولا يجب مكافأتهم على الحرب واستعادة الدولة المختطفة وهذه هي القضية المهمة.