هل السعودية وإيران مستعدتان لإستعادة الثقة المتبادلة بعد عام من إستئناف العلاقات الدبلوماسية
ـ قبل عام، في 10 مارس 2023، اتفقت السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاع دام سبع سنوات، معلنة بداية مرحلة جديدة من التعاون الثنائي.
وخلال العام الماضي ، أعاد الجانبان فتح سفارتيهما وتبادلا السفراء، وعقدا العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى، وبلغت ذروتها بزيارة الرئيس الإيراني الأولى إلى الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني منذ 11 عاماً.
لقد تغيرت نبرة العلاقات السعودية الإيرانية من العدائية العلنية إلى الحذر المعتدل.
بل إن الرياض وطهران قامتا بعدد من المحاولات لإحياء اتفاقية التعاون العام لعام 1998 ومعاهدة التعاون الأمني لعام 2001 ، لكن لم يتم إحراز أي تقدم حتى الآن.
وعلى الرغم من كل الإنجازات الدبلوماسية، فإن زعماء المنطقة لم يوقعوا أي اتفاق مهم خلال العام الماضي، باستثناء مجال الدبلوماسية نفسها.
ومن الممكن أن يكون هناك انفراجة تتمثل في الاتفاق على استئناف قبول الإيرانيين في مكة السعودية لأداء فريضة الحج، والذي تم الإعلان عنه في يناير/كانون الثاني.
لكن ذلك لم يحدث أيضاً؛ ففي فبراير/شباط، أعلنت طهران إلغاء خطة إرسال أول 30 ألفاً بسبب «اختلافات فنية» فيما يتعلق بتصاريح الطيران.
ولا تزال اليمن وليبيا بؤرتين رئيسيتين تهددان بتدمير العلاقة التي لا تزال هشة بين الرياض وطهران.
ويتقاسم الجانبان الخوف من تصاعد النيران التي قد تحرقهما أيضاً.
وما دامت مصالحهم في هذه المناطق في صراع مباشر، فلن يتمكن القادة من التوصل إلى فهم واضح للكيفية التي قد يؤدي بها “التطبيع” الحالي إلى أي انفراج كبير.
بالإضافة إلى ذلك، كان التحدي الآخر الذي يواجه العاصمتين هو إعادة إشعال النزاع التقليدي
حول حقل الدرة للنفط والغاز في الجزء الشمالي من الخليج العربي.
ومن الواضح أن الصراع على أكبر احتياطيات الغاز في المنطقة لا يضيف ما يكفي من التفاؤل لتعزيز التعاون السعودي الإيراني، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد على الصداقة في الحرب.