” ما بعد سنجة ” … محاولات لقراءة خريطة الحـ ـرب الكاملة … !!
عبد الجليل سليمان
ـ تبعد سنجة (360) كيلومتر عن العاصمة الخرطوم، فيما تبعد عن الحدود الإثيوبية (250) كيلو متر تقريباً، وعن مدينة سنار(60) كيلو متر. أما الدندر فتبعد عن سنجة (134) كيلو متر؛ ناحية الجنوب الشرقي باتجاه الحدود الإثيوبية؛ التي تبعد عنها (116) كيلو متر فقط.
وبما أن القضارف والدمازين أصبحتا أيضاً في مرمي نيران الدعم السريع، فإنّ الحرب اقتربت كثيراً من الحدود الإثيوبية على محورين استراتيجيين:
-جنوب النيل الأزرق، حيث يوجد سد النهضة في إقليم (بني شنقول – قمز) الإثيوبي.
– القضارف، حيث توجد منطقة الفشقة الزراعية على تخوم إقليم (أمهرا) الإثيوبي، المُتململ. (مع العلم أن الجيش السوداني استغل انشعال الحكومة الإثيوبية بحرب تيغراي واستعاد أجزاءً منها).
اقتراب الحرب من الحدود الإثيوبية، بهذا الشكل المُتسارع، جعل حكومة آبي أحمد تحشد قواتها على خطوط النار في تلك التخوم، وذلك، ربما للحيلولة دون تمدد الحرب إلى الأراضي الأثيوبية وسدّاً لأي ثغرة أمنية قد تتسبب بكارثة جديدة لها.
لكن في المقابل، ربما وصول الدعم السريع إلى الحدود الإثيوبية، سيفتح آفاقاً عسكرية للجيش الإثيوبي لم تكن في الحسبان، حيث يُمكّنه من تشديد الخناق على متمردي (فانو)، فيما سيفتح للدعم السريع خط إمداد جديد، إذا ما تم التعاون بينهما أو التواطؤ، وهذا هو الاكثر احتمالاً.
كذلك سيوفر (التواطؤ) المحتمل بين الطرفين جغرافيا كبيرة (مساحات) للإلتفاف على خصميهما هنا وهناك، بحيث تُمكِّن الدعم السريع، الجيش الإثيوبي من الدخول إلى السودان عبر الحدود مع ولاية النيل الأزرق والالتفاف على مليشيا (فانو) الأمهرية من داخل الحدود السودانية (ناحية الفشقة) بولاية القضارف، وبالتالي فإن هذا يعني القضاء عليها وربما إفنائها، فيما سيُمكِّن الجيش الإثيوبي؛ قوات الدعم السريع من الإلتفاف على القضارف أو الكرمك أو قيسان، من داخل الحدود الإثيوبية ووضع الجيش في كماشة (شرك أم زريدو) بتعبير حميدتي، وتوجيه ضربة قاصمة ربما تؤدي إلى انهيارات متتالية وغير مسبوقة.
إذا ما، تحقق هذه السيناريو (المُحتمل) بطبيعة الحال، فإن مدناً مثل القضارف، الشوك، القربة، حلفا الجديدة ستسقط تلقائياً، وهذا يعني بالضرورة أن الوصول إلى ساحل البحر الأحمر سيصبح سالكاً.