
قائد المعارضة السورية يضع استراتيجية لإسقاط الأسد
نيويورك تايمز ـ الرؤية24
ـ في مقابلة، قال أبو محمد الجولاني، زعيم المعارضة السورية الذين يقودون هجومًا نحو دمشق، إن العملية كانت قيد الإعداد منذ وقت طويل.
شنت قوات المعارضة السوية هجومًا دراماتيكيًا، اجتاحت خلاله مدنًا رئيسية واستولت على أراضٍ في أربع محافظات، وذلك بهدف معلن يتمثل في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
بعد أعوام من التراجع النسبي، فاجأ أبو محمد الجولاني والعناصر التي يقودها العالم بشنهم أكبر تحدٍ لحكم الأسد خلال عقد.
وأعرب الجولاني في مقابلة مع نيويورك تايمز هذا الأسبوع عن ثقته في قدرة المتمردين على تحقيق المزيد من الانتصارات ضد قوات الحكومة السورية الضعيفة والمحبطة.
وقال الجولاني في مقابلة بالفيديو استمرت ساعة من موقع غير معروف:
“هدفنا هو تحرير سوريا من هذا النظام القمعي.”
وبدا الجولاني، البالغ من العمر 42 عامًا، واثقًا ومسترخيًا خلال اللقاء، رغم معاناته من سعال متكرر، مؤكدًا أنه يعتقد أن المتمردين قادرون على إنهاء حكم الأسد الوحشي والاستبدادي وأضاف:
“هذه العملية كسرت العدو.”
حركة “تحرير الشام” وتقلباتها
يقود الجولاني “هيئة تحرير الشام”، وهي مجموعة إسلامية كانت مرتبطة سابقًا بتنظيم القاعدة وتسيطر على معظم محافظة إدلب شمال غرب سوريا منذ سنوات.
لكن المجموعة تعرضت لانتقادات بسبب أساليبها القمعية وقمعها للمعارضين داخل وخارج سوريا.
شنت المعارضة هجومها في لحظة ضعف للنظام السوري، إذ كان حلفاء الأسد منشغلين بصراعات أخرى أو في حالة ضعف.
ومع ذلك، يشكك البعض في قدرة المتمردين على الاحتفاظ بالمناطق التي استولوا عليها بسرعة أو على حكم البلاد التي تعاني من الانقسام.
وأثار حكم الجولاني الذي يتسم بتوجهات إسلامية محافظة تساؤلات حول مدى تقبله في مناطق سوريا المختلفة، حيث يعيش العديد من السكان ذوي التوجهات الأكثر ليبرالية أو العلمانية.
ومع ذلك، تمكن الجولاني من تشكيل تحالف مع فصائل متمردة أخرى، بعضها مدعوم من تركيا وتتبنى وجهات نظر أكثر اعتدالًا.
استعداد طويل للهجوم
بحسب الجولاني ومحللين، استعدت جماعته لهذه العملية منذ عام، إذ دربت مقاتليها ومقاتلي الجماعات المتحالفة، وحققت تحسينات في تسليحها وتنظيمها وانضباطها.
وصرح الجولاني قائلًا:
“حتى الآن، حققت العملية نتائج ضخمة.”
التكلفة الإنسانية
في المناطق التي سيطر عليها المعارضة، أعرب السكان عن مخاوف من أن تصبح مناطقهم أهدافًا لغارات جوية حكومية.
وأقر الجولاني بالأثر السلبي للحرب على المدنيين، لكنه ألقى باللوم على النظام السوري. وقال:
“بالطبع هناك تكلفة للحرب، لكننا ندافع عن أنفسنا، وهو (الأسد) من يقوم بتنفيذ هذه الضربات.”
محاولة للتأكيد على التسامح
سعى الجولاني إلى طمأنة الأقليات الدينية والطوائف الأخرى في سوريا، مشددًا على أهمية التنوع الثقافي والديني.
وأضاف:
“لا يمكنك فرض أفكارك على الناس.”
الجولاني، الذي ولد في السعودية لأبوين سوريين منفيين، انضم إلى القاعدة في العراق في 2003، وظهر لاحقًا في سوريا خلال بدايات الحرب الأهلية.
ومنذ انفصاله عن القاعدة، حاول اكتساب شرعية دولية عبر تركيز جهوده على إدارة المناطق السورية التي يسيطر عليها.
رغم التقدم العسكري الذي أحرزه المتمردون، لا يزال الجولاني يواجه تحديات داخلية وخارجية، بما في ذلك التوترات داخل صفوف جماعته والنقد الدولي المستمر.
ومع استمرار القتال، يبقى مستقبل سوريا مجهولًا في ظل الانقسامات العميقة والمعاناة الإنسانية المستمرة.