ذكرى وفاة محمد أحمد المهدي .. الولي الثائر قائد الثورة المهدية..!!
ـ يُعَدُّ محمد أحمد المهدي من أهم الشخصيات الدينية والثورية في التاريخ السوداني الحديث وأكثرها حضورا وتأثيرا.
وُلد محمد أحمد المهدي في جزيرة “لبب” بالقُرب من مدينة دنقلا عام 1843م، لأسرة تشتهر بحرفة صناعة المراكب، ويعود نسبها إلى الحسن بن علي بن أبي طالب.
انغمس المهدي في تعلُّم القرآن واللغة والفقه منذ طفولته، وتتلمذ في التصوف على يد العديد مشايخ الطريقة السمانية، أبرزهم محمد شريف نور الدائم، ثم من بعده الشيخ القرشي ود الزين.
كان المهدي ضمن الرافضين للأوضاع في السودان في منتصف القرن التاسع عشر، حيث فترة الحكم المصري-العثماني، التي عانى فيها السودان من فرض الضرائب والفساد والاحتكار، وحرمان العديد من القبائل والأقاليم السودانية من استقلالها ومحاولة إخضاعها للقوة العسكرية، إضافة إلى منع تجارة الرقيق التي كانت تضر بمصالح كبار التجار ورؤساء العشائر في السودان.
عاش السودان في ثمانينيات القرن التاسع عشر على إثر تلك الأوضاع حالة من الاضطرابات، خاصة مع اعتلاء الخديوي توفيق العرش عام 1879م.
خلال تلك الفترة بدأ صيت “محمد أحمد” يذيع في أرجاء السودان، وأصبح له جموع متزايدة من المريدين، إلى أن أعلن نفسه “المهدي المنتظر” عام 1881م، وصار منذ تلك اللحظة يُعرف باسم “المهدي”، وبدأ تدريجيا يضم مشايخ الطرق والقبائل تحت رايته، ودعوة الناس لمبايعته للجهاد في سبيل الله.
استمر المهدي وأنصاره في التقدُّم وتحقيق الانتصارات المتوالية في العديد من المعارك خلال الفترة ما بين 1882-1885م، انتهاء باستيلاء المهديين على الخرطوم، وقتلوا القائد الإنجليزي تشارلز غوردون (غوردون باشا).
وفي 22 يونيو/حزيران من عام 1885م، الموافق 9 رمضان 1302هـ، توفي محمد أحمد المهدي عن عمر يناهز 41 عاما، وخلفه عبد الله التعايشي، الذي أكمل مسيرته، لكنه هُزم بواسطة القوات الإنجليزية المصرية عام 1889م، ثم قتل التعايشي لاحقا عام 1899م في معركة أم دبيكرات أمام القوات الإنجليزية، لتنتهي رسميا الدولة المهدية ويدخل السودان تحت حكم الاحتلال البريطاني.