كتب م. خالد عمر يوسف نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني وعضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) :
ـ أغلق قائدي القوات المسلحة والدعم السريـ ـع في معايدتهما للشعب السوداني أبواب الأمل في الحلول السلمية، أعرب كليهما عن عزمه على مواصلة الحـ ـرب حتى النصر، وهو ما يعني أن القتال سيستمر لزمن أطول، فإنهاء الحـ ـرب غير ممكن دون توفر إرادة من قبل الأطراف المتقاتلة وهو الأمر الذي يغيب كلياً لديهم الآن.
فلنفترض أن أصوات السلام قد صمتت الآن وأفسحت المجال لقارعي طبول الحـ ـرب .. أخلت الساحة كلياً لبل بس وجغم بس .. وتركت النازحين واللاجئين والجوعى وذوي القتـ ـلى والأسرى ليصوبوا انظارهم لحملة السلاح ويوجهون لهم اسئلة حول متى ينتهي كل هذا؟ متى سنعود لمنازلنا؟ متى سنمتلك قوت يومنا؟ يجب أن يتوجهوا بسؤال واضح للجنرالات .. لماذا كذبتم علينا حين صرحتم بأن الخرطوم ستنتهي معركتها خلال اسبوعين؟ وها نحن نكمل العام ولا زال الحال على ما هو عليه!! عليهم السؤال لماذا كذبتم مرة أخرى حين وعدتم أهل ود مدني بالعودة لديار لا حـ ـرب فيها خلال عيد الفطر الذي مضى والحال على ما هو عليه..؟
منذ أول يوم من أيام القتال قلنا أن هذه الحرب طويلة وانها لن تنتهي قريباً بحسم عسكري لطرف من الأطراف وأنها حـ ـرب ضد المواطن سيدفع كلفتها منفرداً، بينما يشبع من أشعلها رغباته السلطوية غير آبه بمعاناة نازح أو آلام لاجيء .. يوجهون اسلحة كذبهم وتضليلهم نحو القوى المدنية المنادية بالسلام .. يريدون اخراسها لكي لا تفضح كذبهم ودناءة مشاريعهم وشرور مخططاتهم؟ استهدفونا بالرصاص والبلاغات الكذوب وبذاءة اللسان وحملات التضليل .. هل يظنون اننا سنصمت وننزوي ونترك بلادنا نهباً لمشاريعهم الإجرامية ..؟
لا .. لن نصمت لن نسكت .. فهذه البلاد تخصنا .. سنفضح مخططاتهم وسنواجهها وسنهزمها بإذن الله حتى تصمت أصوات البنادق ويحل السلام ببلادنا .. السلام هو الذي سيوقف القـ ـتل .. السلام هو الذي سينهي امتهان كرامة الناس .. السلام هو الذي سيعيد النازحين واللاجئين لمنازلهم والسلام هو الذي سيجعلنا نعيش فرحة العيد معززين مكرمين في ديارنا لا مشردين خارجها في أصقاع العالم. طريق السلام هو وقف هذا الاقتتال والتوجه للحلول السلمية التفاوضية الآن ودون تأخير، هذا هو طريقه الذي سنعمل على ترجيحه، وعلى من ينادي باستمرار الحرب أن يتحمل مسؤولية خياراته المضللة الكاذبة .. سيتحمل كل قطرة د م سكبت وكل دار نهبت وهدمت وكل نفس شردت، وحين يأتي أوان السلام سيحاسب على الكذب الذي أطال المعاناة ردحاً من الزمان ومن ثم تكشف للعيان بعد خراب البلاد وعذاب العباد.